الصحوة – خلود الخالدية
في ظل أزمة التزايد في أعداد الباحثين عن عمل يسعى الشباب العماني في تغطية كافة احتياجاته بالإتجاه لأبسط الأعمال التي من الممكن أن توفر لهم مبالغ بسيطة لسد احتياجاتهم اليومية، بينما يسعى رجال الأعمال العمانيين لمساعدة المواطنين الباحثين عن عمل ممن نفخر بهم ونفخر بمساعيهم للمساعدة في حل هذه الأزمة وإن كان بالقليل الدكتور جلال بن صالح الحضرمي مؤسس شركة المشاهير العالمية القابضة، وعدة شركات أخرى، وشركة الابتكار للمأكولات والتي يسعى الدكتور الحضرمي فيها لمبادرة إتمام نسبة تعمين 100% للعلامة التجارية ( شوى اكسبرس)، حاورت صحيفة الصحوة الدكتور لمعرفة ماذا تقم هذه المبادرة وإلى ماذا تطمح:
-بدايةً دكتور هل يمكنك التعريف بشركاتك وببداياتك الفعلية في عالم التجارة؟
بدأت أول شركاتي في دولة الإمارات العربية المتحدة في 2007 ولكن كانت الانطلاقة الفعلية عام 2009 للميلاد واسمها المشاهير للاستشارات التجارية، وتم التوسع فيما بعد إلى أن أصبحت شركة قابضة بمسمى شركة المشاهير العالمية القابضة، وطوال 11 عاما قمنا بالتوسع واشترينا عدة شركات، فيما نتخصص بإعادة هيكلة الشركات الآيلة للسقوط سواءً بشرائهن أو بالاستثمار فيهن وبعدها بإعادة طرحهن للبيع، والتوجه الآخر هو تمويل ريادة الأعمال، ولدينا في السلطنة شركة حدش الوطنية المتخصصة في المناهج التعليمية للمدارس والكليات والجامعات الخاصة وأيضا المواد التعليمية والقرطاسية للمدارس، بدأت شركة حدش عملياتها في 2015 وبعد عامين تم التوسع على مستوى الشرق الأوسط، ففتحت أفرع لها في دولة الإمارات العربية المتحدة ولدينا اتفاقيات شراكة في دولة قطر وفي المملكة العربية السعودية، ولدينا أيضا في سلطنة عمان شركة الابتكار للمأكولات ذات العلامة التجارية (شوى اكسبرس) التي بدأها رواد أعمال في 2012م وقمنا بالدخول معهم في شراكة في عام 2018م وقمنا بالعمل معهم فعليا في 2019 م وبعد حدوث الجائحة (كوفيد 19) اضطررنا لتهدئة الأمور لننطلق في مبادرة التعمين، بالإضافة لامتلاكنا أسهما في عدة مطابع في السلطنة وأحد الكليات الخاصة، ولدينا شركة في المملكة المتحدة باسم شركة المواثيق للاستثمار وفي نيويورك كذلك ونطمح للتوسع أكثر فاكثر .
-في قضية الباحثين عن عمل، صادفنا من يستنقص من قدرة العمانيين على العمل، ما رأيك في ذلك؟
موضوع الاستنقاص من قدرة المواطنين العمانيين أن ضده تماما وتحدثت عنه كثيرا في تويتر، فالمواطن العماني حاله كأي إنسان، يوجد أناس مجتهدين وأناس غير ذلك، فلا يوجد شيء كامل، أهم شيء هو الانتقاء، وأن يستمع الشخص لهم في المقابلة ويستمعون له، من الممكن أن يكون تخصصه في أمر معين وشغفه وطموحه في أمر آخر، يجب أن يُمنح الفرصة بالطبع، والمواطنين العمانيين ليسوا أقل من أي أحد أو أي جنسية أخرى جرّاء تجربتي في العمل والعيش خارج السلطنة لم أجد فرقا بينهم وبين العماني، ما ينقص المواطن هنا قد يكون الخبرة وبالإمكان أن يكتسبها على رأس العمل، أما التحصيل الأكاديمي فالحمد لله الكل متعلم ويعتمد على الوظيفة ويعتمد على الموقع في الشركة، وأنني مؤمن بأن المواطن العماني شخص مستعد للكفاح ومستعد للعمل إذا أُتيحت له الفرصة وجُل ما يحتاجه هو الاحترام والتقدير والبيئة المناسبة ويكون له مستقبل رؤيته واضحة لا أكثر من ذلك.
– -قرارك لإحلال العمانيين مكان الوافدين، هل كان هنالك إقبال من المواطنين لشغل الوظائف البسيطة قبل الكبيرة؟
من ناحية التوطين بدأنا بذلك في شركة حدش الوطنية بحكم أن عملها كله مع المناهج العالمية للمدارس الخاصة، قد يستسهل البعض هذا السوق لكنه سوقٌ معقد، وقد استُحوِذ عليه من قِبَل الوافدين سابقا بحكم اللغة، قرار الإحلال بدأناه في شهر أكتوبر للعام الماضي والحمدلله لا ندم عليه، فالشباب العماني الذي تم تعيينه لم يبدر منهم أي تقصير وقد زادت الإنتاجية، وطريقة التعامل لدى العملاء أصبحت أفضل، وازدادت ردود الفعل الطيبة منهم ومن ناحية امكانياتهم لم نرى أي نقص ولم نرى أي هبوط في آداء الشركة.
-باعتقادك وأيضا لأنك قمت بتعمين أحد مشاريعك هل ترى أن التعمين سيؤدي لرفع كفاءة العمل؟ ما هي النتائج التي سينتجها التعمين؟
مثلما ذكرت سابقا أن الكفاءة ارتفعت، العمانيين فقط ينقصهم التدريب على رأس العمل والمتابعة والتشجيع وبعد ذلك يُطلَق لهم العَنان.
-كرجل أعمال وصاحب تجارة، ما ردك لمن يتحججون بالراتب العالي للمواطن وكونهم يستطيعون إشغال أكثر من وافد واحد بذلك الراتب؟
أعتقد أن الوضع تغير كثيرا، فإذا كنا نتحدث عن المشاريع الصناعية والزراعية، فنعم الشخص هنا يعتمد على الرواتب المتدنية (الوفادة) بما معناه الغير مدربة والغير حِرَفية، لا أستطيع مقارنتهم بالعمانيين، أما إذا تحدثنا من النواحي الإدارية، من نواحي المبيعات، المحاسبة والإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية وغيرها من التخصصات، فرواتب العمانيين مقابل أن تجلب خبرة أجنبية بنفس خبرات العمانيين ستكون أقل بكثير، لذلك لا أتفق مع موضوع أن العماني راتبه أعلى، إلا إذا جئنا لنتحدث عن المهن الدُنيا، مثل السائق، النادل، العامل، فنعم هنا راتب المواطن أعلى، لكن يإمكان أي رجل أعمال أن ينظر لها بمنظور آخر وإعادة صياغة دراسة الجدوى الاقتصادية، لهذا نحن رأينا أنه يجب ان يكون هنالك دعم مجتمعي لهذه المشاريع لأجل أن يطمئن صاحب أو صاحبة الاعمال أنه وإن زادت التكلفة التجريدية سيكون هنالك دعم مجتمعي لمشروعي، أي بإمكاني تغطية موضوع ارتفاع التكلفة التشغيلية نتيجة الإحلال عليه، هذه هي وجهة نظري.
-حدثنا عن مبادرتك لإطلاق سلسلة مطاعم بنسبة تعمين ١٠٠٪؟ ماذا سيكون دور رواد الأعمال العمانيين؟ وإلى ماذا تسعى هذه المبادرة؟ وكيف يمكن للشباب العماني أن يحظى بفرصة المشاركة في هذه المبادرة؟
مثلما ذكرت سابقا أن هذه المطاعم بدأها رواد أعمال عمانيين ودخلنا معهم في شراكة في عام 2018، تحت مسمى شوى اكسبرس، تقوم بتقدم وجبات سريعة مثل مختلف مطاعم الوجبات السريعة لكنها بلمسة وبذوق عماني عن طريق استخدام الشوى، وعند حدوث الجائحة توقفنا قليلا لنرى كيف يمكننا إعادة ترتيب الأوراق ورأينا أنه من الأفضل ان نقوم بتعمين الوظائف من مدير المطعم إلى الطباخين والنادلين، وما زلنا نبحث عن رواد أعمال يكون تدريبهم لدينا ولفترة قصيرة جدا وعلى رأس العمل ليكتسبوا منها الخبرة ومعرفة كيفية ادارتهم للمكان، ولدينا اشتراطات بأن تكون نسبة التعمين 100% لدينا في المطعم، ونحن نساعده بالتأسيس ومع التعامل مع وزارة العمل، التي ستكون منها مبادرات كثيرة كدعم للشباب العماني.
-ما هو الهدف من هذه المبادرة؟
الهدف ليس اشهار المطعم بالطبع، إنما المساهمة في نشر الوعي في المجتمع أن ندعم بعضنا البعض، والحمدلله الردود التي جاءتني على صندوق رسائلي الخاص على تويتر كانت جميلة من أصحاب الشركات المساندة، و أصحاب المزارع واللحوم والدواجن ،كلهم أبدوا استعدادهم التام لتوفير خدماتهم بأسعار منافسة ولذلك كان اشتراطنا أن يكون تعامل المطاعم مع هذه الشركات العمانية والمنتجات العمانية، وأؤكد أن المبادرة لهدف نشر الوعي وثقافة المشاركة والدعم المجتمعي، ولكي لا يكون هنالك تخوف من المشاركين والمساندين لهذه المبادرة وما زلنا في بحث مستمر عن رواد أعمال مناسبين، مع وصول العديد من السير الذاتية لنا ، فكما تعلمين أنه ليس من السهل اختيار رائد أو رائدة أعمال للإدارة مع المعايير لاختيارهم وأيضا وصلتنا العديد من السير الذاتية لمواطنين يودون العمل في هذه المطاعم وسيتم تحويل هذه السير لرواد الأعمال بعد اختيارهم، مع مساعدتنا لهم لاختيار العاملين، وطبعا لدينا مواقع جاهزة لإطلاق هذه المواقع دون الحاجة للحصول على تصاريح وما إلى ذلك.
-متى سيتم الإعلان عن تفاصيل المبادرة أو الماركة العمانية التي تشملها المبادرة؟
كل شيءٍ سيتم في وقته إن شاء الله، هدفنا التالي هو فتح فرع في أسرع وقت ممكن، مثلما ذكرت لك سابقا أن كل شيء جاهز، المتبقي فقط هو بدء التشغيل، وبإذن الله سأقوم بالتحدث قريبا عن هذا الأمر
-وفق التفاعل مع تغريداتك في تويتر، كيف رأيت الرغبة للمواطنين بالتسجيل في المبادرة؟
لم أعتقد أنه سيكون هناك تفاعلا كبيرا لهذه الدرجة، وللأمانة عندما نشرت التغريدة فقط لأبحث عن رواد أعمال لا غير، فرأيت أن الجيل الحالي يعتمد كثيرا على التقنية والكل تقريبا لديه وسائل التواصل الاجتماعي فأحببت أن اتخاطب معهم في مواقع التواصل لسهولة الوصول إليهم، وتفاجأت بالتفاعل وتشرفت به من الجميع وأشكر وزارة العمل على تفاعلها أيضا، بالطبع وجدت المشككين ووجدت الداعمين، والمتعجبين والذين يريدون أن يفهموا أكثر، وأن من النوع الذي لا يحب أن يتحدث قبل أن يعمل والتغريدة كان هدفها اجتذاب لرواد الأعمال
-هل تعتقد أن تنجح هذه المبادرة ستلاقي نجاحا وإقبالا كبيرا؟
نحن علينا أن نعمل ونسعى وكل هذا سيأتي بثماره، وإن شاء الله من المتوق النجاح لهذه المبادرة، لأنه ومثلما تعلمين وذكرنا أننا وصلنا لنسبة تعمين كاملة في شركة حدش ووصلنا لنتائج مبهرة، رغم أنها كانت مخاطرة كبيرة، والحمدلله.