الصحوة – أحمد بن إبراهيم النقبي
يقوم أحدهم برعاية من الأمم المتحدة بزيارة لبعض الدول العربية والتي جاءت على خارطتها عمان منادياً وواعظاً للناس للحفاظ على التربة؟! وكما يقال تلك دعوة حق ظاهرها طيب ولكنها الباطل بعينه وباطنها خبيث، يتبين ذلك الخبث من ناقلها ومن البلدان التي شملتها الزيارة والتي لا تعد من البلدان التي تتدهور فيها التربة لذلك فالهدف المعلن هو التربة بينما المبطن هو تربة الأخلاق والقيم والعقيدة.
استغرب الكثير هبّة العمانيين في طلب منع دخول ذلك المدعو سادجورو إلى بلدهم وهم مثال للتسامح والتعايش وبدأ الهمز واللمز متناسين بأن التسامح يبنى على أسس من الاحترام المتبادل وليس على الخنوع والرضا بالدنية في دينهم والطعن في عقيدتهم.
ذلك المدعو يدعو لنظافة التربة ولم ينظف قلبه من أدران الكره والحقد والتشويه فهو يحارب من يشاركه المواطنة ويجهر بمعاداتهم ظلماً وجوراً ويتهددهم بأنه لن ينسى طغيانهم واعتدائهم وينفي صفة المواطنة عنهم لأنهم مسلمون، ولو فقه وأنصف لوجد بان هؤلاء المسلمين هم من طرد الغزاة من أرضه وهم من نشر العلم والحضارة عليها وعاشوا وتعايشوا بتحقيق العدالة دون اعتداء على مخالفيهم في العقيدة.
واصل ذلك الحزين دون الخوض في مشكلته الشخصية فذلك ليس محله هنا ولكن مواقفه المعلنة الإستفزاية فلم يكتفي بكرهه لأبناء جلدته فقط لكونهم مختلفين عن عقيدته ولو كان صادقاً نزيهاً لأدرك أن ظلم الأبرياء والاعتداء على ممتلكاتهم ودور عبادتهم ناهيك عن سفك دمائهم مقدم على غيره من أمور ولوقف وقفة مشرفة في ذلك.
ومما زاد الطين بُلْه وما كشف عن حقده الدفين مسارعته في الثناء على الكيان الغاصب الذي أهلك الحرث والنسل ووصفه بأنه مثال على المحافظة على التربة؟!
هل بعد كل ذلك هناك رجل رشيد يسوم عمان في تسامحها كي تسمح لأمثال هؤلاء بتدنيس تربتها الطيبة بخبثهم، التسامح له حدود وله شروط وأهداف أهمها تحقيق التواد والتراحم والإحسان وتقدير الآخر المختلف عنا في العقيدة ولكن تجمعنا الإنسانية ولا يمنح للمعتدين الظالمين الذين تمتلئ قلوبهم بالكره والحقد ولو لبسوا لباس الخراف البريئة إلا أن أنيابهم تفضح مكر الثعالب فيهم والظهور بمظهر الناصح الأمين وإخفاء بطانة الشياطين لا ينطلي على كياسة المؤمن الفطن فهو مدرك لما تبدي أفواههم من بغضاء وما تخفي صدورهم من حقد كبير.
ومما يستغربه الإنسان في هذا الزمان ممن حمل أمانة رابطة المسلمين يصرح بحبه لهذا الحاقد على مِلَّته قبل رؤيته وازدياد ذلك الحب له بعد رؤيته ومحادثته ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان على ما يصفون.
أرجو من أصحاب القرار تسجيل موقف رافض لما يمارسه هذا الحزين من ازدواجية معايير ويمتثلوا لمطالبة الغيورين في هذا الوطن الطيب على دينهم بمنعه من تدنيس تراب هذا الوطن الطيب بأفكاره الخبيثة ولا ينساقوا للناعقين بدعوى التسامح وحرية المعتقد والفكر فبلادنا ولله الحمد رمزاً لذلك التسامح والتعايش ولم يؤذى فيه أحد لاختلاف معتقد أو فكر إلا أنه لن يقبل ببث السموم التي تفسد تربته الطيبة بإذن الله.