الصحوة – انطلقت صباح اليوم فعاليات حلقة العمل حول أنظمة سلامة وجودة الغذاء تحت رعاية معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بفندق كمبينسكي الموج مسقط وتستمر لمدة يومين وتتضمن جلستين نقاشيتين الأولى التي تعقد في اليوم الأول حول أنظمة الغذاء والثانية التي تعقد في اليوم الثاني حول جودة الغذاء.
وتهدف الحلقة التي ينظمها مركز سلامة وجودة الغذاء بوزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه إلى مناقشة الممارسات المستدامة لإنتاج أغذية آمنة وصحية وعالية الجودة. والوقوف على أهم المشكلات التي تعوق سلامة وصحة الغذاء وإيجاد الحلول العلمية لهذه المشكلات والبحث في آلية تطوير نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة.
وقال الدكتور حسين بن سمح المسروري، مدير عام مركز سلامة وجودة الغذاء في كلمة الافتتاح: إن ضمان الأمن الغذائي الذي تشرفت وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بجعله أحد ركائز رؤيتها المستقبلية لا يكون فقط في ضمان توفر الغذاء واستقراره أو القدرة على الحصول عليه بل أيضا في ضمان أن يكون الطعام المُستهلك آمنًا ومُلبيًا لاحتياجات الأفراد الجسدية عليه فإن أحد أهم الأهداف الاستراتيجية للوزارة هو ضمان سلامة وجودة الغذاء وفق الضوابط والتشريعات ومتابعة تنفيذها وهو هدف تم تبنيه من قبل مركز سلامة وجودة الغذاء كرسالة له لتحسين جودة العمل وضمان تحقيق أهدافه الاستراتيجية والتشغيلية.
وقال ان منظومةَ سلامةِ وجودةِ الغذاءْ هي إحدى أهمّ الركائز الأساسية التي تهدفُ إلى حمايةِ الصحة العامة وخفض تكاليف الرعاية الصحية ومع التطور المتسارع في تقنياتٍ إنتاج وصناعةِ وحفظِ الغذاءْ وظهور منتجات غذائية مصنعة مختلفة ومتنوعة المصادر والانفتاح الكبير الذي يشهده العالم في مجال التبادل التجاري تواجهُ هذه المنظومةُ عدداً من التحديات وعلى كافةِ المستوياتِ المحليةِ والإقليميةِ والدوليةْ منها تغير أنماط العيش واستهلاك الغذاء وزيادة ممارسات التداول غير السليم وغير الصحي للأغذية وظهور مخاطرَ بيولوجية وكيميائية جديدة وتتفاقم هذه المشاكل مع هدر حوالي ثلث الأغذية المنتجة على الصعيد العالمي والذي يُعزى في معظم الأحيان إلى أوجه الضعف في سلامة الأغذية وإدارة الجودة على امتداد سلاسل القيمة كما تشير بذلك منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وأضاف المسروري ولا شكَّ أن هذه التحديات تستدعي التصدي لها عبرَ تأهيل الكوادر البشرية العاملة في الجهاتِ الرقابيةِ والمنشآت الغذائية ورفع قدراتها لتتواكب مع التقدم المطرد في مجال صناعة الغذاء وبما أن سلامة الغذاء مسئولية تبدأ في المزرعة وتنتهي في المائدة فإنها بالتالي تقع على عاتق الجميع ابتداء من المعنيين بمصادر الغذاء في دولة المنشأ للواردات أو في المزارع والمصانع داخل البلد مرورا بالعاملين في سلاسل التوريد وانتهاءً بالمستهلك وتشمل كل الجهات المعنية بقطاع سلامة الغذاء سواء بشكل مباشر أو غير مباشر كما أن وسائلَ الإعلامِ المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تشكل دورا مهِّما في رفعِ مستوى الوعي لدى مختلف شرائحَ المجتمعِ بأهمية سلامة وجودة الغذاء وطرق التداول والتعامل الصحية.
المشاركين
يشارك في عدد عدد من أخصائي الأغذية والمراقبين الصحيين من مختلف الجهات والعاملين والمشرفين على قطاع الأغذية والتغذية بمختلف مواقع إنتاج وتداول الغذاء كالمصانع والمخازن والمسالخ وغيرها للإلمام بمفاهيم الصحة العامة.
فيلم سلامة الغذاء
وعرض خلال الافتتاح فيلم مرئي قصير عن سلامة وجودة الغذاء في سلطنة عمان استعرض من خلاله جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه ممثلة في مركز سلامة وجودة الغذاء في تحقيق حماية الصحة العامة من مخاطر الأمراض الناجمة عن الغذاء وضمان سلامة تداوله وصلاحيته ومطابقته لأفضل المعايير الصحية.
وقدم الدكتور إسماعيل بن محمد البلوشي، الأستاذ المشارك بقسم علوم الأغذية والتغذية، كلية العلوم الزراعية والبحرية بجامعة السلطان قابوس ورقة عمل بعنوان (سلامة الغذاء: المفهوم, التحديات والمستقبل) قال فيها يعرف الغذاء الآمن بانه الغذاء الذي لا يحتوي على أية مخاطر بيولوجية او كيميائية او فزيائية تؤثر على صحة الانسان اوذلك الغذاء الذي يحتوى على تلك المخاطر لكن بمستويات لا تشكل خطرا على صحة الانسان.
الاختصار تهدف هذه المحاضرة الى ترسيخ مفهوم سلامة الغذاء لدى الحضور، الوقوف على مختلف الاخطار و التحديات التي تحول دون وجود غذاء آمن في المجتمع و تقدم استراجية مناسبة لسلامة الغذاء تمكن من وجود غذاء آمن في المجتمع و تقلل قدر الامكان الاخطار و الامراض ذات منشأ غذائي.
كما قال البلوشي على رغم تعدد المخاطر وتنوعها و زيادة مخاطرها خاصة مع تزايد آ ثار تغير المناخ و الذي اصبح جليا في زيادة حالات التسمم الغذائي و ظهور انواع من المكروبات و التي اصبحت تسبب حالات التسمم الغذائي في الوقت الحاضر خاصة في الولايات المتحدة الامريكية و بعض الدول الاوروبية، يظل عدم وعي المستهلك و عدم مسؤولية المنتج هما اكبر تحدي لسلامة الغذاء خاصة في المجتمعات النامية والتي لا يعرف فيها المستهلك ابجديات سلامة الغذاء.
وأكد البلوشي فان اي استراجية تبنى في سلامة الغذاء يجب اولا ان تركز على تعزيز وعي المستهلك في سلامة الغذاء و تولد روح المسؤولية لدى المنتج في جميع مراحل انتاج بدءا من اختيار المواد الخام ووصولا الى وصول المنتج الغذائي الى معدة المستهلك
وشهدت الجلسة الأولى من برنامج الحلقة بعنوان سلامة الغذاء تقديم ورقتين عمل عمل حيث قدم الدكتور محمد البلوشي، مفتش أغذية اول بدائرة التطوير وضبط الجودة ،بلدية مسقط ورقة عمل ( الممارسات الصحية الجيدة) أوضح فيها بأنها أساس مطلوب لتنفيذ مبادرات إدارة سلامة الأغذية الأخرى، مثل GMP وHACCP وISO 22000. وذلك لاكتساب المهارات اللازمة للاشراف والرقابة على المنشآت الغذائية ورفع مستوى سلامة وجودة الغذاء بالمنشآت الغذائية وخفض معدلات حدوث الأمراض المنقولة بالغذاء والمياه والتسمم الغذائي بالمنشآت الغذائية وتعزيز الإجراءات الوقائية التي تمنع حدوثها
كما قدمت شيخة السيابية، مشرف ضمان جودة في شركة ترانزم للتموين ورقة عمل (نظام تحليل المخاطر والتحكم في النقاط الحرجة في المنشآت الغذائية) أوضحت فيها بأنه نظام لإدارة سلامة الأغذية يحدد ويقيم ويتحكم في المخاطر المهمة لسلامة الغذاء. تم استخدامه في تصنيع المواد الغذائية منذ الستينيات كجزء من برنامج الفضاء المأهول الأمريكي. يعتبر نظام تحليل المخاطر ونقاط التحكم الحرجة (HACCP) الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية.