العُمانية – اُختتِمت اليوم بكلية الدفاع الوطني بأكاديمية الدراسات الاستراتيجية والدفاعية ندوة القضايا الاستراتيجية “نتواصل لهوية وطنية راسخة”، برعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.
وأكد معالي الدكتور وزير الإعلام في تصريح له على دور الندوة وأهمية موضوع القوى الناعمة الذي يعد من قضايا الساعة في مختلف دول العالم، موضحًا معاليه أن سلطنة عُمان بلدٌ ثريٌّ يزخر بعناصر القوى الناعمة؛ فهو بلد ضارب في التاريخ وله هوية حضارية واضحة المعالم متأسسة من أعماق التاريخ، وبلد ثري في تفاصيل حياته الاجتماعية وبرموزه التاريخية في مختلف المجالات السياسية والثقافية والفكرية والفقهية والأدبية وغيرها، وكل هذه العناصر بالإضافة إلى حياة المجتمع وتنوّع البيئات العُمانية وبقية العناصر المتعلقة بالإنسان وحضوره؛ تُشكّل نقاط جذب لدى الشعوب الأخرى.
وبيّن معاليه أن ما يميّز الندوة التي أقامتها كلية الدفاع الوطني دخولها في تفاصيل عناصر ومفردات القوة الناعمة العُمانية، مؤكدًا أهمية استثمارها لتحقيق الأهداف الوطنية من خلال مقاييس واضحة المعالم، ومؤشرات أداء وتحديد دقيق لمتطلبات تنفيذ هذه الاستراتيجية.
وقد ألقى اللواء الركن بحري علي بن عبدالله الشيدي آمر كلية الدفاع الوطني كلمة قال فيها: “إن هذه الندوة كشفت وأكدت أن هذا البلد العظيم على امتداد تاريخه العريق والمشرف كان مركزًا حضاريًّا نشطًا في المنطقة، وامتدت علاقاتنا وصلاتنا بالعالم منذ مراحل زمنية مبكرة تعاقب عليها قادة عظماء أرادوا لهذا الوطن نهجًا فريدًا من السياسة والدبلوماسية والأصالة في أرفع مقاصدها، كما أن العادات والتقاليد التي تحلّى بها العُمانيون شعبًا وحكومات جيلًا بعد جيل ساهمت في تأسيس خصوصية الهوية العُمانية المتزنة التي يشار إليها بالبنان، هذا بفضل من الله وبفضل ما شيّده الآباء والأجداد، وعليه يجب ألا تكون غايتنا فقط أن نفخر ونتباهى بهذا الإرث العظيم، بل يجب علينا جميعًا أن نعمل سويًّا على إكمال مسيرة هذا البناء بعلو همة وروح طموحة وفكر متجدد”.
كما تم استعراض المحاور التي شملتها فعاليات الندوة في الإيجاز الذي استمع إليه راعي المناسبة والحضور والمشاركون.
وشاهد الحضور عرضًا مرئيًّا عن فعاليات ومبادرات وأنشطة الندوة، ثم قدم عدد من المشاركين في الدورة العاشرة العرض الختامي للتوصيات والحلول المبتكرة التي توصّلوا إليها من خلال التحليل والنقاش الهادف، التي خرجت بحلول ومبادرات قابلة للتنفيذ والتطبيق، كما جرى نقاش حول المبادرات المقدمة في الندوة للخروج بأبرز الأهداف المتوخاة.
حضر فعاليات ختام الندوة صاحب السمو السيد الدكتور رئيس جامعة السلطان قابوس، ومعالي الدكتور وزير الأوقاف والشؤون الدينية، والفريق الركن بحري رئيس أركان قوات السلطان المسلحة، وعدد من قادة أسلحة قوات السلطان المسلحة، وعدد من أعضاء مجلس الدولة، وعدد من أصحاب السعادة المدعوين، وعدد من كبار الضباط، وعدد من أعضاء مجلس الكلية وهيئة التوجيه والمشاركين في دورة الدفاع الوطني العاشرة.
وحول أهمية ندوة القضايا الاستراتيجية “نتواصل لهوية وطنية راسخة”، فقد تحدث سعادة الدكتور ناصر بن راشد المعولي (مستشار بالندوة) قائلًا: “إن أهمية الندوة السنوية للقضايا الاستراتيجية بعنوان “نتواصل لهوية وطنية راسخة” تأتي لتجسد النموذج العُماني في إطار مفهوم القوة الناعمة الذي قامت عليه الحضارة العُمانية المرتكزة على القيم الحضارية الراسخة المستمدة من العمق الفكري والاجتماعي للعُمانيين عبر العصور المختلفة”.
وقال العميد الركن ناصر بن راشد الكلباني مساعد آمر كلية الدفاع الوطني: “إن ضمن المنهاج السنوي لكلية الدفاع الوطني وتنفيذًا للخطط الأكاديمية يأتي مقرر القضايا الاستراتيجية المعاصرة محورًا مهمًّا من محاور الندوة، ونفّذت الكلية ندوتها هذا العام من خلال الدورة العاشرة بعنوان “نتواصل لهوية وطنية راسخة” وتحقيقًا لأهداف الكلية ورسالتها التي يقع على عاتقها رفد مؤسسات الدولة بالبحوث والتقارير ذات الصلة بالدراسات الاستراتيجية”.