الصحوة – الدكتور سالم بن سلمان الشكيلي
عندما يظهر ناعق مرتزق غير عماني ليتهم سلطنة عمان باتهامات باطلة ظلماً وعدواناً، فقد نفهم مآربه الشيطانية ودوافعه الخبيثة باعتبارهناعق شؤم مأجور ، ليس من شأنه البحث أو التمييز بين الحق والباطل ، فقد عميت لديهم الأبصار والبصائر وارتضوا عيش المهانة والذل وأكلالسحت واستمرأوا التنقل بين الموائد يأكلون ما يُقدم لهم من بقايا وفتات ، فما هم إلا كالذباب أو أحقر منه .
لكننا لا نفهم مواقف بعض الذين نحسبهم – وهم كذلك – من بني وطننا وجلدتنا ، وهم يُمجّدون أمثال هؤلاء الحقراء فيصفونهم بالأحرار،وهم أبعد ما يكونون عن المعنى الرائع لهذا الوصف ، لأنّ أعناقهم قد انتكست ذلاً ومهانة لمن يرمي لهم ذلك الفتات …
نعم أقولها بصدق وحق لا أجامل فيها أحداً ولا اتزلف بُغية عطية أو مغنم، وإنما من منطلق الدفاع بالكلمة الصادقة عن الوطن الذينمشي على أرضه ونستظل بسمائه ، ونعلم علم اليقين وضوح وصدق سياسته الخارجية مع القريب والبعيد ، سياسة تعتمد على الاحترامالمتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير ، والتمسك في جميع الأزمات بمبدأ الحياد الإيجابي الذي يوحّد ولا يفرق ، ويجمع ولايشتت . وكم من أزمات إقليمية أو دولية كان لعمان دورٌ فاعل ومؤثر في حلّها دونما مصلحة خاصة بها سوى أنها تعمل دائماً على رأبالصدع بين الأطراف ليعم السلام والوئام أرجاء المعمورة . لذا فعمان وبحكمة قيادتها وسياستها تلك ، دائماً ما تكون طرفاً مقبولاً ووسيطاًنزيهاَ وناجحاً ، وهذا ما اثبتته الأيام والحوادث طوال السنوات الماضية ، ما جعل الدول والمنظمات الدولية تؤكد ذلك .
إنّ اتهام عمان من قبل شخصٍ موتور مغمور بدعم فريق من الأفرقاء في اليمن الشقيق ، ومدّ هذا أو ذاك بالأسلحة ما هي إلا خزعبلاتوافتراءات يُقصد منها تضليل الرأي العام اليمني والعربي .
فكما يعلم الجميع ، فإن موقف عمان من الأزمة اليمنية موقف ثابت يقف على مسافة واحدة من كل الفرقاء المتنازعين ، فكلهم أشقاء وجيرانوأصهار سواءً من هذا الفريق أو ذاك.، والكل في ميزان الحقوق عندنا كفّتاهما متساوية ؛ وهذا ما جعل عمان قبلة للتفاوض والحوار لإيجادالحلول والمخارج لهذه الأزمة التي طال أمدها وتضرر الشعب اليمني بكافة اطيافه من نيرانها ومن استمرارها دون حلٍ تجتمع عليه الأطرافوترفع عن كاهل اليمن حملاً ثقيلاً تنوء من حملها وتحملها الجبال .
وليس أدلّ على ما نقوله ، ذلك الخبر عن تشكيل وفد عماني سعودي لزيارة صنعاء والعمل على حلّ كل المشكلات العالقة ، ولن يجد كلالأطراف دولة نزيهة مقبولة سوى السلطنة.
ليس بوارد الحديث عن الشعارات التي يلمح إليها من به هوس الشعارات الزائفة الجوفاء ، ولو أردنا الدخول في مهاترات لا طائل منها، فإنهناك من الشعارات التي يُمكن إشهارها والتلويح بها الشيء الكثير ، لكننا نأبى ذلك انسجاماً مع سياسة السلطنة الحكيمة ، وسنترك للزمنوالأفعال النبيلة أن تقول كلمتها وترد على مثل هؤلاء ممن لا يعقلون ولا يفقهون قولاً ، ولو أنهم يعقلون أو يفقهون لاستحضروا جهود عمانوسلطانها وشعبها ، فهي شاهدة ولا تحتاج إلى دليل فهي أقوى من أي دليل وأسطع من أي برهان.
وستظل عمان خطأ أحمر لا نسمح لأحد الاقتراب منه وخاصة الغرباء ، أما أبناء جلدتنا فنقول لهم بالحسنى ، أفيقوا من أوهامكم وحكّمواعقولكم وضمائركم ، وارفعوا من شأن بلدكم ولا تسمحوا للسفهاء بالتطاول عليه ، فهي ملاذكم ومعاشكم حتى وإن اختلفنا في الرؤى فيبعض المسائل الداخلية ، إلا أننا كعمانيين قادرون على الحوار والتفاهم ، لنجعل مصلحة عمان ووحدتها الوطنية فوق وأعلى من أية مصالحشخصية…
حمى الله عمان وشعبها من كيد الحاقدين ، ومن هذيان المبطلين لتبقى حرة عزيزة تنعم بالأمن والأمان والرخاء والازدهار .