الصحوة – أنفال حمد المزينية
في عالم الفروسية بين التحدي والشغف، برز اسم الفارسة العمانية زمزم الحسنية وهي أحد أبرز نجوم “القدرة والتحمل” في الفروسية. وقد أثبتت تميزها بجدارة في هذا المجال بحصولها الدائم على المراكز الأولى في البطولات الإقليمية والعالمية، وفي حديث خاص لـ “الصحوة” تكشف زمزم عن رحلتها في هذا المجال للوصول للقمة، وكيف اجتازت الصعوبات لتصبح مصدر قوة وإلهام للفارسات العمانيات.
بدأت زمزم رحلتها في عالم الفروسية في عمرٍ صغير، إذ كانت هواية لها ولوالدتها أيضا. حيث كانت في أولى فتراتها في هذا المجال كشغف في الركوب العادي للخيل، بعد ذلك بدأت بالتدريب على الـ”فلات ريس” لمدة سنة تقريبًا، إلا أنها لم تكتفِ بذلك، فاجتهدت في التدريب على القدرة والتحمل حتى أصبحت أول فارسة عمانية تعمل على القدرة والتحمل في عُمان.
من هنا بدأ الشغف يتحول إلى إحتراف واهتمام؛ وذلك عندما بدأ الناس يطلبون منها المشاركة معهم في ركوب الخيل، حيث شاركت لأول مرة بدولة قطر الشقيقة بعد عُمان وكان في اسطبل الشيخة شيخة واسطبلات خاصة وتوفقت فيها بمراكز متقدمة.
بعدها أصبحت تتوالى عليها الفرص، فقد تم التواصل معها من دولة الإمارات العربية الشقيقة من اسطبل الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم رحمه الله، وهذا منحها فرصة لركوب “ريسات” من داخل دولة الإمارات وبريطانيا (لندن)؛ حيث حققت المركز الرابع في ذلك. إضافة إلى أنه تم التواصل معها من قِبَل مرافق الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة من دولة البحرين الشقيقة من الإسطبل الملكي المملوك للشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ثم تم التواصل معها من دولة الكويت؛ حتى أصبحت تشارك في سباقات دول الخليج باستمرار وتحقق نتائج متقدمة.
وقد أشارت الحسنية “بأن الفضل كله يعود لله ثم دعم والدتها وفخرها لها وجميع الناس الذين يتمنون الخير لها، إضافة إلى شغفها المستمر في المنافسة والوصول إلى نتائج مُشرِّفة لحمل اسمها وتمثيل اسم دولتها واسطبلات كبيرة من دول الخليج.
أوضحت زمزم في حديثها بأنها مدربة ومالكة خيل؛ حيث يوجد رابط كبير بينها وبين الخيول، وأضافت بأنها تفهم في الخيل وأطباعها فهي مروضة خيل فتستطيع التعامل معهم بطريقة سياسية مثل ما قالت “فإن الخيل بطبعه عنيد”.
كما ذكرت بأن الخيول التي تركبها في السباقات في أغلب الأحيان لم تمتطيها من قبل لأنه يتم تدريبها من قِبَل مدربين كبار؛ فيتم تدريبهم بشكل احترافي قبل بدء أي بطولة، كما وضحت بأنها تتعرف على الخيل أثناء السباق وهذا ما تفضله؛ وذلك لأن الخيل في التمرين يكون مختلف تمامًا وأصعب أثناء السباقات. وهي بذاتها تحب اكتشاف الخيل الذي ستتعامل معه.
كما صرّحت الحسنية بأن من أهدافها وطموحاتها الوصول إلى مستوى أفضل مما هي عليه الآن، وأن تتنافس في بطولات أقوى. كما أنها تتمنى أن يكون هناك دعم لها ولجميع الفرسان من قِبَل الدولة، حيث أنها تُوِّجت كأفضل فارسة في القدرة والتحمل وتُوِّجت مرتان بهذا اللقب في السنوات الماضية، إذ أن دعمهم سيكون دافع كبير لها ولجميع أخوانها الفرسان للاستمرار في هذا المجال.
أكملت الحسنية الحديث قائلة بأنها تشعر بفرحة عارمة لاتوصف وفخر لفوزها في آخر بطولة لكأس صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه النهاية والسرعة والتحدي والإصرار لآخر الأمتار؛ وبركوب الخيل المملوك للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وبمسافة ١٠١ كيلو، وقد أخذت النسخة ١٨ لهذا الكأس لحصولها على المركز الأول في هذه البطولة. وأكدت أن القدرة تحتاج إلى لياقة عالية وخبرة وتكنيك وتركيز عالي وذكاء، وخصصت في حديثها أن دولة الإمارات العربية هي من أصعب سباقات القدرة والتحمل على مستوى العالم.
كما وجهت شكرها للشيخ راشد بن حمدان آل مكتوم والشكر الكبير للمدرب القدير سالم السبوسي ولوالدتها وأخوتها ولكل شخص يتمنى لها الخير والتوفيق.
وذكرت في نهاية حديثها بأن كل فارس يحتاج لمعرفة الأساسيات في ركوب الخيل والتمكن من كيفية التعامل مع الخيل وتحمل المسافات الطويلة في مجال القدرة وكيفية الحفاظ على الخيل وتوزيع الطاقة، كما أن كل فارس يحتاج للتأهل وامتلاكه رخصة محلية للسباقات المحلية والدولية وغيره من الأمور التي يجب أن يعرفها كل فارس قبل دخوله لهذا المجال.
في النهاية قدمت الحسنية نصيحتها لجميع الراغبين في دخول عالم الفروسية بأن يكون لديهم الإصرار والتحمل وروح المنافسة وتطوير الذات؛ متمنية للجميع دوام التوفيق.