الصحوة – نبراء حمد الكيومية.
ها وقد أقبل علينا شهر رمضان المبارك، شهر الرحمة والمغفرة وأقدس شهور السنة في حياة المسلمين، ومع استمرار الدراسة في جميع المراحل الدراسية خلال هذا الشهر الفضيل، يبرز دور المعلمين في توجيه الطلاب وإرشادهم نحو التوازن المثالي بين العبادة والدراسة، إذ يتحمل المعلمون مسؤولية كبيرة في تعليم الطلاب القيم الدينية والاجتماعية، وتقديم الدعم الذي يعينهم على أداء واجباتهم الدراسية دون التأثير على روحانية الشهر وأدائهم العبادات.
لكل مدرسة في جميع ولايات السلطنة جوها الرمضاني الخاص الذي يحفز الطلبة للتخلص من التعب والإحساس بالجوع ويحفزهم على أداء واجباتهم اليومية برضا تام، فعندما يدرك المعلم دوره المحوري في تحفيز الطلبة وأنه قدوة لهم، هنا نحصد نتائج إيجابية، ويصبح الطالب يذهب إلى المدرسة بكل حيوية ونشاط.
يضيف الأستاذ شياد بن سعيد الشيادي، معلم كيمياء الصف العاشر الأساسي بمدرسة الوارث بن كعب للتعليم الأساسي – السويق: يجب على المعلم أن يوضح للطلاب مدى ارتباط العمل بالعبادة، فالسعي لطلب العلم هو بحد ذاته عبادة يؤجر عليها المسلم ويتضاعف الأجر بالصوم، هناك مسابقة ثقافية تدار من قبل معلمي المدرسة لجميع الصفوف، وتقام في ساحة الطابور، هناك عدة طرق لدعم الطلاب الذين قد يواجهون صعوبة في التركيز بسبب الصيام، منها التنوع في أساليب الشرح لتتناسب مع الفروقات الفردية، إضافة إلى أنشطة تقويمية للتأكد من مدى فهم الطلاب للدرس، كما يتم تخصيص جزء من الحصة للنصائح الدينية، ويجب أن يكون المعلم نفسه قدوة لهم، هناك مبادرة في أسلوب التدريس نتبعها خلال هذا الشهر لتناسب الجو الرمضاني، فتم تقليل ساعات الدوام الرسمي، مما أدى إلى تقليل وقت الحصة الفعلي من ٤٥ دقيقة إلى ٣٥ دقيقة، وكذلك الإكثار من البرامج التفاعلية.
أضافت الأستاذة سميرة الربيعة، معلمة تربية بدنية وصحية في مدرسة الغفران بولاية الخابورة: كمعلمة تربية بدنية في شهر رمضان، نخفف من التمارين والتدريبات، وتكون الدروس نظرية، هناك العديد من الفعاليات التي تنظمها مدرسة الغفران لشهر رمضان، منها: مسابقة لعمل خيري يفيد المجتمع والبيئة، وأيضاً مسابقة لحفظ بعض السور من القرآن الكريم، تبرز المدرسة دورها في تعزيز التوعية بأهمية شهر رمضان بين الطلاب من خلال الإذاعة المدرسية وبرامج توعية تحفز على الصيام وتوضح فضل الصيام.
قالت الأستاذة لميس بنت سالم الربيعية، معلمة بمدرسة هرويب للتعليم الأساسي من ١-١٢ (محافظة ظفار) تخصص مجال ثاني: يتم تنظيم فعاليات مدرسية خاصة لشهر رمضان من خلال الطابور الصباحي، حيث نقوم بتقديم كلمة رمضانية كل يوم، إضافة إلى ذلك، في فترة الاستراحة (الفسحة) يتم إشغال الطلبة بمبادرة “بخطي أرتقي”، حيث نقوم بإعطاء الطلبة سور قرآنية ويجب عليهم إعادة كتابتها بشكل صحيح وخط واضح وجميل، يساعد المعلمون الطلاب في التوازن بين الدراسة والصيام من خلال تقليل الفروض والواجبات عليهم، وجعل مسار الحصة يمضي بشكل سلس ومرح حتى لا يشعر الطالب بالملل والجوع، أحد الطرق التي تدعم الطلبة الذين قد يواجهون صعوبة في التركيز بسبب الصيام هي أن تحتوي كل حصة على ما يجذب الطالب للتركيز وعدم الانشغال بشيء آخر خلال الحصة، من خلال الاستراتيجيات وأسلوب الشرح، يتم تخصيص وقت في بداية كل حصة للدعاء أو إعطاء بعض النصائح الرمضانية أو قراءة بعض الآيات القرآنية.
نختتم مداخلات المعلمين مع الأستاذة بلقيس الكحالية معلمة فيزياء مدرسة نفيسة بنت الحسن(١٠-١٢) ولاية صحم : “يجب التذكير بإن طالب العلم في هذه الأيام له أجران بإذن الله أجر الصيام وأجر طلب العلم والتذكير كذلك بتعدد النوايا، أقوم بتنظيم عدة فعاليات خاصة بالفصول الدراسية الخاصة بي من خلال تدبّر والإبحار في أسماء الله الحُسنى حيث يتم التطرق كل يوم لأسم منها وكيف يمكن التحرُّك به في الحياة اليومية، و يجب على المعلم التقليل من إعطاء الواجبات المنزلية وتلخيص الدروس لتسهيل وصولها للطالب في أبسط صورة، بالنسبة للطلبة الذين يواجهون صعوبة في التركيز بسبب الصيام يجب أن يتم تحفيزهم على المشاركة الصفية واستخدام العجلة الدوارة لاختيار الأسماء والتنبيه في الحصة كأن يتم مناداة الطالبة حين نلاحظ عدم تركيزها كذلك يمكن استخدام أسلوب القصة أو العصف الذهني والتحديات بين الطالبات لزيادة التركيز، كما انه في المدرسة يتم استغلال حصص الإحتياطي لقراءة الختمة القرآنية وتذكير الطالبات ببعض أمور الدين في الطابور الصباحي”.
وعلى هذا النحو، تقع على عاتق المعلمين مسؤولية كبيرة في إرشاد الطلاب وتحفيزهم على أداء واجباتهم الدراسية بشكل فعال، مع الحفاظ على روحانية الشهر المبارك وعدم التقصير في أي ركن من أركان الصيام، على المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة للطلاب في التوازن بين العبادة والدراسة، ويشمل ذلك توفير بيئة تعليمية تراعي احتياجات الطلاب البدنية والعقلية خلال ساعات الصيام، مع تقديم النصائح والإرشادات التي تساعدهم على أداء مهامهم الدراسية دون التأثير على طاقتهم الروحية والجسدية.