لنرحب بالصحوة الإلكترونية
في خضم الثورة التكنولوجية وتقنية المعلومات التي أضحت أسلوب حياة في هذا العالم ، وهيمنة وسائل التواصل الإجتماعية على مجريات الأحداث عبر منصاتها الإعلامية وعبر حسابات تويتر والفيسبوك وإنستجرام وغيرها وقدرتها الواسعة على التأثير المباشر في توجيه الرأي العام وإثارة اللغط والجدل ، في مناحي غير إيجابية . في وسط هذا الزخم ، فإن تأسيس صحف إلكترونية عُمانية من جانب بعض الشباب والمبادرات في هذا الشأن يجب أن تحظى بالإهتمام الذي تستحقه من الجهات الرسمية والأهلية باعتبارها تمثل إضافة في إطار التعريف ببلادنا وإطلاع مواطنينا على مكتسبات النهضة وإرث الآباء و الاجداد الضارب بجذوره في أعماق الأصالة والحضارة ، ومناقشة قضايانا الداخلية في إطار البيت الواحد ، فضلا عن التصدي للإفتراءات التي تحاول النيل من وطننا ومواقفه وموروثاته وغيرها من ما نشهده من حالات تزوير وإنتحال لكنوز هذا الوطن العريق . ذلك كله يتطلب أن نطلق العنان لهذه الصحف الإلكترونية التي يعد وجودها ضرورة وطنية كغيرها من وسائل الإعلام التي انطلقت في السبعينيات والثمانينيات وحظيت بالدعم والمساندة من الدولة لنفس الدواعي وإن اختلفت مع تباين الفترات والضرورات.
الصحف الإلكترونية بدأت تشق طريقها للإنتشار حاملة راية خدمة الوطن في المقام الأول والسعي إلى التعريف بمكتسباته والذود عن حياضه والإسهام في إبراز إنجازات النهضة المباركة . صحيفة الصحوة الإلكترونية العُمانية التي اشتقت اسمها من رمز كبير في نفوسنا ، تلك هي صحوة النهضة التي رغب أصحابها الإسهام في الجهد الوطني منطلقين من المسميات الوطنية إلى عوالم الإعلام الإلكتروني ليغرسوا في تلكم الغابات المتشابكة أغصانها شجرة عُمانية إلكترونية قادرة على طرح ظلها الظليل وفي وقت وجيز . إذن فإن الصحوة غرست لتواكب النمو المتزايد في إستخدام الإعلام الإلكتروني الذي بات يسطير على كل مفاصل الحياة ، ويهيمن على معظم أوقات المتعاملين وخاصة فئة الشباب من خلال الهواتف النقالة الملتصقة بأياديهم على مدار الساعة .
البداية الجادة للصحوة تؤكد بأنها قد آلت على نفسها أن تكون لها بصمة لايمحوها الزمن في مسيرة الأعلام العُماني ، وأن يكون لها ذلك الدور المحوري المسئول في توجيه الأحداث للمسار الصحيح ، وفي ذات الوقت تغدو كحائط سد منيع أمام كل ريح يروم بالوطن شرا ، ثم هي ومن بعد أن حددت الأهداف بنحو جلي تتطلع لأن تكون الوسيلة المفضلة لقطاع واسع من المتعاطين لوسائل التواصل الإجتماعية في السلطنة. بالطبع هي كغيرها ستواجه التحديات المعروفة في هذا المجال وذلك في مايختص بتدفق المعلومات من الجهات الحكومية والأهلية ومن بعض الكيانات المجتمعية التي مازالت تتحفظ وتتوجس من الإدلاء بالمعلومات التي تستطيع من خلالها الرد والتوضيح وإجلاء الحقائق إنطلاقا من المصادر الأصلية والمسئولة والمخولة بالإفصاح ، وبذلك تستيطع بالفعل الإضطلاع بدورها في التصدي لأعداء الوطن في كل مكان يتواجدون فيه في هذا الفضاء الواسع والشاسع متسلحة بمبادئ العمل الصحفي وبأخلاقيات المهنة التي تتساوي فيها كل الأوعية الصحفية سواء أكانت ورقية أم إلكترونية ، وستبقى الحقيقة المثلى قائمة وهي إنها مهنة المتاعب .