الصحوة – سُعاد بنت سرور البلوشية
ازدان المرسوم السلطاني رقم 6/2021 بإصدار النظام الأساسي للدولة، والمتزامن مع الاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ال سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد حكم البلاد، نظرة جلالته الثاقبة إزاء “النهوض بالبحث العلمي ورعاية المبدعين والمبتكرين”، كمكسب لابد أن يُثمن ويُستثمر بشكل فعال، ويعكس المتابعة والاهتمام المتزايد من لدن جلالته بضرورة تفعيل حركة البحث العلمي والابتكار في جميع ميادين الحياة، وأهمية توفير المتطلبات اللازمة لمعالجة كافة الحيثيات التي من شأنها ارساء تشريعات وقوانين تتوائم مع تطلعات بناء دولة عصرية وحديثة، قادرة على مواكبة المرحلة الحالية والمستقبلية.
إذ تشكل هذه الالتفاتة المهمة للجوانب الخفية من هيكل السلطة الادارية تجاه تحفيز وتمويل البحث العلمي، والتشجيع على اجرائها لتوليد الأفكار والإتيان بابتكارات تساهم في تحقيق التنويع الاقتصادي، حاجة ملحة تلامس احتياجات احتواء الباحثين ورعاية الأفراد المبتكرين والمبدعين، وتتوافق مع نشاط مختلف أوجه الحياة العامة، وسبل العيش التي أضحت مرتبطة ارتباط وثيق بالعلم والمعرفة.
كما تعكس هذه العناية الشديدة في إدراج البحث العلمي والابتكار ضمن الوثيقة الرسمية للنظام الأساسي للدولة، الرؤية الحكيمة والأثر العميق لتوجيهات جلالته نحو رؤية عُمان 2040 ومؤشراتها، وتحديد موقع واضح ومهم ندرك جميعنا من خلاله الدور المناط على البحث العلمي والابتكار، في خدمة خطط التنمية الشاملة للبلاد ومطالبها الأساسية.
فتطوير البحث العلمي وتثمين مبادرات المبتكرين والمبدعين من الموهوبين، والتشجيع على مواصلة التعليم على تفاوت مستوياته، وضمان الاستثمار للأمثل لهذه الثروات البشرية الوطنية والاستفادة من خبراتها، بتكامل دور الجهات الداعمة أو المساندة أو المستفيدة سواءً الحكومية منها أو الخاصة أو تلك المدنية، في بوتقة واحدة تكفل توفير بيئات بمقومات محفزة، سيؤدي حتماً إلى مخرجات ذات جودة عالية، تكفل تحقيق التنمية المستدامة والرفاه الاجتماعي والانتعاش الاقتصادي، والوجود ضمن الدول المتقدمة علمياً بكل ثقة، مع كوادر مؤهلة وتعليم قوي ومؤسسات معنية ومعاهد متخصصة للتمكين والتأهيل.
وإننا على يقين تام بأن توجيهات جلالته -حفظه الله ورعاه- مع وجود رؤية واضحة وسياسة محددة الأهداف، ستؤمن خلال الفترة القادمة تكويناً راقياً للبحث العلمي وحضوراً للابتكار والمبتكريين العُمانيين يتماشى والمعايير الدولية، والانتقال في إطار تنسيقي إلى الاقتصاد المبني على المعرفة، وتحويل الأفكار بالنمذجة والتصنيع إلى منتجات وخدمات هادفة تنافس في الأسواق المحلية والخارجية، عبر الاستخدام الفعال للمصادر القيمة للمعلومات العلمية والتقنية التي أفرزتها الثورات الرقمية والصناعية الرابعة، الأمر الذي سيساعد على استغلال الامكانات الابتكارية كفاعل أساسي في منظومة البحث العلمي.