فاطمة المقبالية-الصحوة
جسد فريق “تكافل صحار الخيري الاجتماعي” العمل التطوعي في أبهى حلته، وذلك لمساعدة المتضررين جراء إعصار “شاهين”، في مجموعة من المبادرات التطوعية، منذ انتهاء الإعصار حتى اليوم.
وضح الأستاذ محمود عبد الله العويني رئيس لجنة التخطيط والاستثمار في الفريق، عن بدأ العمل الفعلي في الفريق مباشرة بعد الإعصار سواء من ناحية الزيارات الميدانية للمناطق المتضررة، أو إرسال المساعدات العاجلة، حيث تم إطلاق الحملات المختلفة لإغاثة المتضررين، وكان هناك تجاوب واضحٌ من شرائح المجتمع المختلفة.
ويذكر عن تدشين أول مبادرة” رحماء بينهم”؛ وذلك دعما للمتضررين، حيث انقسمت تلك المبادرة لتشمل، أولا المساهمات المادية: والتي تمثلت في جمع المبالغ المادية وتقديمها للأسر المتضررة بالإضافة إلى توفير ما تحتاجه الأسر من الأدوات الكهربائية الهامة؛ كالغسالات والثلاجات وأجهزة التكييف والطبخ وغيرها، كما تم توفير أجهزة (اللاب توب)، والحقيبة المدرسية للطلبة المتضررين، بالإضافة إلى توفير التغذية اليومية للأسر المتضررة. ثانيا المساهمات المعنوية: كتقديم الدعم من أبناء ولاية صحار، وذلك بتشكيل فرق تطوعية لمساندة الأسر في عمليات تنظيف المنازل، وإزالة المخلفات العالقة من تأثير الإعصار، وشارك في هذه الحملة مختلف من فئات المجتمع، كالأطفال، والنساء، والشباب، وأبناء الجاليات المقيمة في السلطنة، وتم تجسيد ذلك في صورة ملحمة وطنية، كان لها أثر كبير في تخفيف معاناة المتضررين، حيث دعم من خلالها الفريق مبادرة “صحار تساند متضرري شاهين”.
وصرح عن إجمالي عدد المساعدات المقدمة للمتضررين، فقد شملت تلك المساعدات آلاف الأسر التي استفادة من أنواع المعونات المختلفة.
وأوضح الأستاذ محمود، تركيز حملات المساعدة على ولاية الخابورة بشكل أكبر باعتبارها الولاية الأكثر تضررا عن باقي الولايات الأخرى، مع المساهمة في جهود المساندة لولاية السويق، وصحم.
وأفاد الأستاذ عيسى نائب الرئيس التنفيذي في الفريق، عن آلية عمل الفريق وذلك بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية، والهيئة العمانية للأعمال الخيرية، بالإضافة إلى التعاون مع فريق (البلد الطيب) بولاية الخابورة، وفريق (السويق الخيري) بولاية السويق، للعمل وفق منظومة متكاملة، كما قام الفريق بإرسال الكثير من المتطوعين إلى ميدان العمل؛ وذلك لدراسة وجرد احتياجات الأسر المتضررة للتأكد من إيصال المساعدات المناسبة لهم.
كما ذكر الأستاذ عيسى بعضا من تلك المبادرات؛ كتقديم الدعم للأسر المتضررة من خلال مبادرة توفير المواد الغذائية السريعة، أو المواد الغذائية طويلة الأجل، أيضا المساهمة في مبادرة توفير أعداد كبيرة من الأسِرة التي تراوحت أعدادها قرابة ال1000 سريرٍ، حيث تم تقسيمها إلى 500 سرير لولاية الخابورة، و500 أخرى لولاية السويق، كما تم توفير عدد من المنامات (الفرش)، والأغطية، لعدد كبير من الأسر المتضررة من الولايتين. وأكد الأستاذ أن تلك المبادرات لازالت مستمرة حتى اليوم، وحتى يتم تغطية أكبر عدد ممكن من المتضررين.
وأشار الأستاذ محمود عن التحديات التي واجهت الفريق أثناء تقديهم للمساعدات، كان على رأسها صعوبة الوصول لبعض الأسر بشكل مباشر كان أحد أكبر التحديات، إضافة إلى ذلك كان التنسيق بين الجهات المختلفة، والفرق التطوعية، التي تحاول الوصول للمتضررين يسير ببطيء في بداية الأمر، إلى أن تم تدارك الموقف، وتوحيد الجهود وفق آلية عمل منظمة فيما بعد، حيث فعل الفريق خطة الطوارئ لمساعدة الأسر المتضررة، وقد أسهم ذلك التنظيم والتنسيق بين مختلف الأطراف، إلى تسهيل عمل الفريق، وتم إيصال المساعدات المطلوبة في الوقت المناسب.
كما أكدت رئيسة اللجنة الاجتماعية بالفريق الأستاذة عائشة البريكية، أن هدف إطلاق مثل هذه المبادرات، تعزيز لمبدأ التكافل الاجتماعي، والنهوض بالعمل التطوعي؛ لنشر ثقافة الترابط بين أفراد المجتمع. وأكدت أن عمل الفريق يسير تحت مظلة لجنة التنمية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية بصحار.
انطلقت تلك الحملات التطوعية بكل عزيمة، بهدف مساعدة المتضررين، ويذكر أحد المتطوعين أن ما يقوموا به، هو واجبٌ وطني، وديني، وقبل ذلك فهو واجب إنساني.
كما أعربت مجموعة من الأسر المتضررة جراء الإعصار عن شكرهم للفريق، معبرين عن شعورهم بالفخر والاعتزاز بأبناء هذا الوطن الغالي، الذي يقف أفراده فيه صفا واحدا، مجسدين صورة ملحمية من أقصى عمان إلى أدنها.