الصحوة – د.خالد بن علي الخوالدي
تكريما للمعلم العماني فقد خصص له المعلم الأول يوما خاصا عن بقية معلمي العالم هو 24/2 من كل عام، إجلالا وتقديرا واحتراما، وفي هذا العام 2020 يحتفل المعلم العماني بدون معلمه، وهذه هي سنة الحياة فكلنا راحلون ويتبقى المعلم العماني راسخا في سماء العلم والمعرفة برسوخ ذكرى مولانا السلطان قابوس طيب الله ثراه في قلوبنا، وبلا شك أن احتفال المعلمين والمعلمات والطواقم الإدارية والفنية هذا العام بيوم المعلم العماني سيكون متواصلا لتلك الروح الطيبة التي زرعها مولانا فيهم والتي لن يحيدوا عنها، فالمعلم الأول تبقى روحه نبراس يستضاء بها.
وبهذه الروح الجميلة التي غرسها باني النهضة العمانية عرف المعلم العماني ليكون مثال حقيقي للتفاني والعطاء والوفاء والتضحية، وهو ما يعزينا على فقيد عمان الذي غرس هذا في كل معلم ومعلمة وأكد لنا في أكثر من موقف وحديث بأن حب الوطن وبناؤه قائم على المعلم الذي يبني الأجيال ويهذبها ويعلو من شأنها.
واليوم على كل معلم ومعلمه أن يبذلوا قصارى جهدهم في الاعتزاز بما قدمه لهم المعلم الأول طيب الله ثراه، وأن يضعوا نصب أعينهم أنهم خير خلف لخير سلف، وأنه لشرف عظيم أن تكون لهم اليد اليمنى والعليا في بناء الوطن، ونحن نفخر بكم جميعا فردا فردا، وأن كان معلمكم ومعلمنا قد غادر الحياة إلى عالم الآخرة فأن آثاره باقية معكم وذكراه مترسخة بعقولكم فلعمري لم يمت من زرع الخير والصلاح والفلاح وأنتم جزء من هذا الزرع الذي زرع والغرس الجميل أينما زرع نفع حيث قال القائل: أزرع جميلا ولو في غير موضعه فلن يضيع جميلاً أينما زرع.
أيها الزرع الجميل معكم تعلمنا قصص العطاء والنجاح، معكم نرتوي وبكم نرقى وبجهودكم نتقدم، معلمي ومعلمتي قدموا لعمان ما تستحق مهما واجهتم من عقبات فالمجد في الأخير لكم ولن يسابقكم وينافسكم أحد، أنتم القدوة والأمل المرسوم لنجاح أي أمة، والأمة العمانية كان لها شأن عظيم والأمل المعقود أن تؤسسوا لعودة هذه الأمة بتاريخها العظيم وأمجادها السامقة والثابتة والشامخة كشموخ جبالها.
كل عام وأنتم بخير، كل عام وانتم العطاء، كل عام وانتم الأمل الجميل، كل عام وانتم السمو والعلو، كل عام وانتم الضياء والنور، كل عام وانتم الشمس المشرقة لحياتنا، كل عام وأنتم النبراس الذي نستنير به، كل عام وأنتم القدوة التي نقتدي بها، شكرا لكم ولجهودكم، وشكرا لمعلمكم الأول وغفر الله له ورحمه رحمة واسعة، وندعو الله لمولانا السلطان هيثم بن طارق بالتوفيق والسداد لتكملة هذه المسيرة. ودمتم ودامت عمان بخير.